أحمد عبدالرحمن العرفج
الجمعة 5-02-2016
ذَكَرَتُ في أكثَر مِن مَقَال، أنَّ المَفاهيم والمُصطلَحَات لَيست بَريئَة دَائِمًا، أو مِثَالية، كَمَا قَد يَعتقد بَعض الحَالِمِين، بَل تَتآمر وتَتوَاطأ مَع كُلِّ أطرَاف النِّزَاعَات، والصِّرَاعَات والاختِلَافَات، غَير عَابِئَة بالمَبَادئ والقِيَم، أو بإحقَاق الحَق..!في مَقال يَوم أَمس، ضَربتُ مِثَالًا عَلى مَا شَهدته الثَّورات العَربيّة، مِن تَوظيفٍ...
الخميس 4-02-2016
ذَكرتُ في مَقالٍ سَابقٍ؛ أنَّ المَفاهيمَ والمُصطلحَاتِ لَيست حِكرًا عَلى دُعَاة الحَقِّ، والخَير والجَمَال، بَل هي رَهن إشَارة كُلّ مَن يَمدّ يَده إليهَا، سَوَاء كَان يُريد تَوظيفها في غَايَاتٍ نَبيلة، أو كَان يُريد استغلَالها في التَّدليس والرَّذيلَة.. وسأُضيف اليَوم وغَدًا أَمثِلَة أكثَر قُربًا إلَى العَقليّة...
الثلاثاء 2-02-2016
بَعض الكَلِمَات غَامِضَة، وتَحتَاج إلَى تَحرير وتَتبُّع، وتَوضيح وشَرح، ومِن هَذه الكَلِمَات كَلِمَة «الشَّارع».. هَذه المُفرَدة التي تَلبس عِدّة فَسَاتين، وفي كُلِّ فُستَانٍ؛ تُظْهِر مَعنَىً مُختَلِفًا، وإليكُم الحِكَايَة:حِين كُنَّا صِغَارًا؛ نَطلب العِلْم الشَّرعي في المَعَاهِد العِلميّة، كَانت الكُتب تُركِّز عَلى الشَّارع والمُشرِّع الحَكيم، ويَقصدون بِهِ «الوَاحِد...
الاحد 31-01-2016
مِن البِدَايَة، أَعتَرف بأنَّ كِتَابة اليَوم قَد كُتِبَت برَائِحة الدَّم، ومَذَاق الحُزن، وغُمِسَت بتَداعيَات الأَلَم، الذي لَم أكُن أتوقَّع؛ أنْ نَصل إليهِ في يَومٍ مِن الأيَّام..!لقَد تَوقَّعتُ وتَصوَّرتُ حدُوث أكثَر الأشيَاء سُوءاً، ولَكنْ، لَم يَدُر في تَفكيري؛ أنْ أَذْهَب إلَى صَلَاة الجُمعة، وأنَا أَلبس ثِيَاب الخَوف...
الجمعة 29-01-2016
العُمر يُحسَب بالثَّوَاني والدَّقَائِق، والسَّاعَات والأيَّام، لهَذا تَبدو سِنين الإنسَان مُهمَّة في هَذه الدُّنيَا، فهي مَربوطة بفَترةٍ زَمنيّةٍ مَحدُودَةٍ، ولابُدّ أنْ يُنفقها بكُلِّ وَعي وذَكَاءٍ، وحُسن استخدَام..!سَألني بَعضُ الأصدقَاء: لِمَاذا أَنتَ بَخيلٌ في وَقتك؟ فقُلت: لأنَّه لَم يَبقَ لِي في هَذه الدُّنيا إلاَّ عِشرون عَامًا، لذَلك...
الخميس 28-01-2016
الكَاتِب الحَكيم والعَاقِل، هو الذي يُحدِّد الشَّريحَة التي يَكتب لَهَا؛ قَبل أنْ يُقرِّر الكِتَابَة، لأنَّه إذَا اتّخذ مِثل هَذا القَرَار، سيَرتَاح، ويَعرف إلَى أين يَتّجه.. إنَّ هَذا الكَاتِب يَتمتَّع بالذَّكَاء، لأنَّه مِثل الذي يُريد أَنْ يُسَافر إلَى مَدينة مُعيّنة، وقَبل السَّفَر إليهَا يَبدأ بجَمْع المَعلُومَات، وشِرَاء...
الأربعاء 27-01-2016
فنُون البَلَاغة كَثيرة، مِنهَا الطِّبَاق، والجِنَاس، والتَّشبيه، وتَأكيد المَدح بِمَا يُشبه الذَّم، والاقتِبَاس، والاستِشْهَاد.. ولَن أُعدِّد هُنَا فنُون البَلَاغَة، فهي كَثيرة، ولَكن سأَكتفي بِمَا يُسمَّى الاقتِبَاس والاستِشْهَاد..!إنَّ الاقتِبَاس -في أَبسَط مَعانيه- هو أَنْ تُدخل كَلام غَيرك في كَلامك، مِن بَاب دَعم الفِكرة وتَقويتها.. أمَّا الاستِشْهَاد -في...
الثلاثاء 26-01-2016
مَصَادِر السَّعَادَة قَد تَكون مَعلومَة للجَميع، لَكن الإنسَان التَّعيس لَا يُحسن اختيَار المَصَادر الصَّحيحَة، وهَذه اليَوميّات تُحاول أنْ تَختَصر الوَقت والجُهد؛ للبَاحثين الجَادّين عَن السَّعَادَة:(الأحد)يَختلف النَّاس في تَعريف السَّعَادَة، ولَكن مِنهم مَن يُؤخذ قَوله عَلى مَحمل الجدّ، مِثل الفَيلسوف «أفلاطون»، الذي يُعرِّف السَّعَادَة بقَوله: (السَّعَادَة هي...
الاحد 24-01-2016
مَن يُراقب النَّاس وكَلِمَاتهم، ومُفردَاتهم وألفَاظهم، يَجد أنَّها غَنيّة لَيس بالكولسترول؛ بَل بالشَّكوَى، وسَمينة لَيس باللَّحم والشَّحم، وإنَّما بالتَّذمُّر والسَّخَط.. مِن هُنَا دَعونا نُحلِّل هَذه الظَّاهِرَة بكُلِّ هدُوء ومَعقوليّة..!يَقول بَعض الأئمّة: (كُلّ مِحْنَة تَأتي ومَعها مِنْحَة)، ويَقول آخَرون: إذَا حُلّت الأزمَات اكتَشفنَا الأخطَاء والسَّلبيّات، لِذَلك دَعونَا...
الخميس 21-01-2016
الإنسَانُ لَيس ثَابتًا في مَكانه كعَامود الكَهْرَبَاء، بَل تَتغيَّر أفكَاره مَع الزَّمن، وتَتغيَّر رُؤيتهِ للحيَاة، كُلَّما زَاد اطِّلَاعًا، وتَوغَّل وسَافر في مَشَارق الأَرض ومَغَاربها، وهَذا لَيس عَيبًا، بَل العَيب أَن يَستَمر الفَرْد مِنَّا كالمسمَار في الجِدَار، ولَا يَتغيَّر، مُردِّدًا عِبَارة الرّجولَة المُزيّفة؛ وجُملة أَولاد الحَارة حِين...