بناء الإنسان بالسالب

من حين لآخر يطرأ على ذهن المرء سؤال حول أفضل السُبل لبناء المواطن وأفضل البيئات ليترعرع فيها وتنمو ملكاته وسماته ليكون فرداً نافعًا لوطنه متساميًا على السلبيات الحياتيه؟. ومن المؤكد أن كلاً منا سمع إجابة عن أفضل السبل للوصول لهذه الغايات. ولا شك أن بعض عبارات النصح أضحت مألوفة وشائعة الاستخدام. ومع ذلك هناك جهات اهتمت بتطوير الحقل التربوي بالتدريب وفق مناهج حاولت مخاطبة سؤال أفضل الوسائل لبناء الفرد. وبالطبع هناك جهات نظامية تبرر العقاب كوسيلة من وسائل ضبط السلوك السلبي.

ما أود إضافته لهذا الجانب، أن الإطار أو (البرواز) أو سِّمِه المنهج الذي نعمل من داخله للوصول لهذه الثمرات يؤثر في نتائجها إيجابًا أو سلبًا وهو ما يفسر لماذا يقود إلى غايات غير مقبولة ويحقق العكس. فعلى سبيل المثال إذا وجدت لوحة مرورية في طريق الملك عبد العزيز تقول احذر الطريق مراقب بالرادار والسرعة مائة. فإن البرواز الذي تنطلق منه اللوحة سلبي من حيث التماس العقاب كوسيلة لتغيير السلوك السلبي بقصد تحويله إلى إيجابي. ولكن ماذا لو كان البرواز إيجابياً بحيث تقول الرسالة، إن حياة إخوانك في الطريق أمانة في عنقك، فالتزم بسرعة مائة. إنه تغير طفيف في الصياغة ولكن أثره إيجابي ووقعه أكثر فائدة. وما ينسحب على اللوحة المرورية ينطبق على المصالح العامة الرقابية والنيابية، ومن يتابعون حركة السوق. فأغلب الرسائل التي تبث محملة بأثر الإطار السلبي العقابي الذي انطلقت منه. بينما التلويح بالعقوبة ليس خياراً وحيداً لتعديل سلوك الإنسان وضبطه.


فالمنهج الإسلامي ينطلق في بناء الفرد من قيم أساسية هي التسامي في المراتب السلوكية أي بنقل الفرد من درجة الإسلام إلى الإيمان وإلى بلوغ درجة الإحسان. والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أي أن يصبح السلوك القويم تعبيراً عن حركة الفرد في إنتاجيته وإتقانه لعمله وفي انضباطه والتزامه بالأنظمة. وأيضًا في كل دوائر البذل والعطاء المستدام مما يحيِّد فكرة الإطار السلبي العقابي كأداة وحيدة لتطوير وتصويب سلوك الفرد. وغني عن القول أن الإنسان يبدع فقط في البيئة الخصبة الإيجابية، التي تتكىء على (برواز) إيجابي. فالإبداع والاختراع لا يظهران في بيئة التخويف والتهديد. وهناك عبارة إنجليزية تنضح بالحكمة تقول: إذا وُضِع الإنسان تحت تهديد السلاح ووُضِعت حياته في خطر، بتهديده بأن يخترع أو سيُقتل في الحال، فإنه حتماً لن يستطيع الاختراع أو الإبداع. إذن الإطار يؤثر سلباً أو إيجاباً في هذه المعاني وفي بناء الإنسان وفي سماته وسلوكه ونفعه لمجتمعه.

أخبار ذات صلة

الطبيب (سعودي).!
حين تغيب الرقابة ٣ مرَّات..!!
العالم المصري (مشرفة).. اينشتاين العرب!!
الأخلاقُ.. كائنٌ حيٌّ!
;
500 مليون دولار.. للقضاء على مرض شلل الأطفال
القصيدة الوطنية.. بدر بن عبدالمحسن
محمد بن سلمان.. القائد الاستثنائي ومنجزات وطن
الربيعة.. وشفافية الوزارة
;
اللا مركزية.. بين القصيبي والجزائري
الصناعة.. وفرص الاستثمار
ما الذي يفعله ذلك الزائر السري؟
نظرية الفاشلين!!
;
رؤية المملكة.. ترفع اقتصادها إلى التريليونات
أوقفوا توصيل الطلبات!!
نواصي #حسن_الظن
قتل طفل لحساب الدَّارك ويب!!