مقال حر !

مقال حر !

(1) تخيّل أن الساعة ، ذات الماركة الفاخرة ، التي تُزيّن بها يدك : هي ( قيد ) أنيق ! تخيّلي أن الاسوارة الجميلة التي تطوّق معصمك : هي ( قيد ) أنيق ! هل القيد عندما يُصنع من الذهب .. يجعله هذا يحمل اسماً آخر ؟ هل ( القفص ) الذي يُوفر للطائر الماء والحَب والحُب .. يجعله هذا يتحول من ( سجن ) إلى ( منزل ) آمن؟! تعالوا لنبحث حولنا عن عشرات ( القيود ) التي ابتكرناها على مدى سنوات ، وبعضها ورثناها ، وبعضها اعتدنا عليها حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من ( شخصيتنا ) و ( هويتنا ) .. وتعالوا لنفتش عن بعض ( القيود الأنيقة ) وبعض القيود التي نتباهى بها دون وعي ... وعن القيود التي لا نرى أنها قيود ! (2) بإمكاني أن أعيد عليكم عبارة كتبتها سابقا ً : ( ربطة العنق : مشنقة صغيرة .. وأنيقة ! ) بإمكاني أن أحدثكم بألف سطر قادم عن الملابس والمأكولات والعادات والأعراف وأساليب الحياة التي تتبعونها كل يوم . بإمكاني أن أحدثكم عن تلك المنطقة الملتبسة التي تقفون عندها ما بين ( العيب ) و ( الحرام ) وأنتجت لكم الكثير من القيود ... ولكن .. ما الفائدة ؟ أنتم تدافعون عن قيودكم كأنها جزء من أجسادكم! (3) أنت – في الغالب – لا تأكل ما تشتهي .. أو بالطريقة التي تريد . أنت – في الغالب – لا تلبس ما يعجبك .. بل ما يعجب المجتمع . أنت لست حراًً في مأكلك ومشربك وملبسك .. وأحياناً يشاركك الجميع في حياتك ، وقراراتك الخاصة .. حتى في اختيار الكلية التي سترسل إليها ابنتك ! ستُسمي هذه ( القيود ) بأسماء أنيقة ، وكبيرة .. ومخادعة – أحيانا ً – لكي لا تشعر بها ! ستقول لنفسك : نحن ننتمي لمجتمع له (خصوصيته) . ولن تقول أنك : تنتمي لمجتمع له ( قيوده ) ! (4) سيقول أحدكم : الساعة – وكذلك الاسوارة – ليستا قيداً .. وبإمكاني أن أحرك يدي . سأقول له : وهل بإمكانك أن تُحرّك عقلك ؟! سيقول آخر : أنت ضد الهوية ! .. هل تريدني – أيضاً – أن أنزع جلدي لأتحرر ؟! سأقول له : غنِ مع بدر بن عبدالمحسن ، الذي قال ذات قصيدة ( تعبت أسافر في عروقي ومليت / من جلدي اللي لو عصيته .. غصبني ! ) كان المبدع في داخله يريد أن يتحرر من كل ما يحاصره . سيقول ثالث بنبرة متذمرة : ما الذي تريده بالضبط ؟ سأقول له : ابحث حولك عن تلك القيود الأنيقة / الناعمة .. ـ ثم ماذا ؟ ـ اكسرها ! (5) من يقبل بالقيود الصغيرة .. سيقبل بالقيود الكبيرة . الحرية لا تتجزأ ! ----------------------------------------- للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (1) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain)

أخبار ذات صلة

الأمن و(رجاله)..!
قصَّة غشٍّ في جامعة البترول..!!
استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب
المعهد الوطني لأبحاث الصحة في جامعة المؤسس
;
الهيئة الملكية بينبع ومنجزات خمسين عامًا
أول رئيس جامعة أهلية.. غير سعودي
الحزام.. والنفق المظلم
قلق الوجودية
;
قمة البحرين.. والشعب الأعزل
عندما تُخطئ.. لن تنفعك نواياك الطيبة
أمين كشميري.. الرَّجلُ المهذَّبُ
الأمن.. والفقر.. والفساد..!!
;
السيناتور وغزَّة.. والولد الصَّغير!!
عضوية فلسطين في هيئة الأمم.. أحقية قانونية
الحركة المرورية.. وأهل المدينة!!
الأعرابُ.. وردُّ الجوابِ..!