الصيف ومهارات الحياة

أصبحت مصادر المعرفة اليوم متعددة ولم تعد محصورة في وسيلة واحدة، كما إن تلك الوسائل أصبحت محيطة بنا ولم تعد بعيدة أو تتطلب أي جهد للحصول عليها خصوصاً في ظل توفر التقنية الحديثة وأدوات التعلم الإلكتروني والتي أصبحت خياراً استراتيجياً تعتمد عليها العديد من الأنظمة التعليمية المختلفة إضافة إلى وجود البرمجيات المتخصصة والتطبيقات على الهاتف الجوال والكتب الإلكترونية التفاعلية والقنوات التعليمية وغيرها من وسائل المعرفة المختلفة الحديثة.

في الصيف تحتار الأسر فيما يمكن أن يقوم به الأبناء خلال الإجازة الصيفية والتي قد تمتد إلى أربعة أشهر ومن المجالات التي يمكن أن تشغل أوقات فراغ الأبناء في تلك الإجازة هو تطوير مهارات الحياة لديهم وهي مجموعة من المهارات الشخصية التي تساعد الأبناء على اتخاذ قرارات مدروسة بعناية والتواصل بفعالية مع الآخرين وتنمية مهارات التأقلم مع الظروف المحيطة وإدارة الذات التي تؤدي إلى التقدم والنجاح، كما تتضمن تلك المهارات السلوكيات التي تلزم كل فرد ليتعامل مع المجتمع بثقة أكبر ومهارة في اتخاذ القرارات وحل المشكلات والوعي الذاتي والتعاطف مع الآخرين والتفكير الإبداعي وإدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط.

الأبناء اليوم وخصوصًا في إجازة الصيف ومن هم في سن مبكرة أو في مرحلة المراهقة هم في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج والمهارات العصرية والتي من شأنها أن تساهم في تنمية قدراتهم والكثير من الجوانب الشخصية لديهم وتشجيعهم على طرح الأسئلة وخلق بيئة محفزة يتم من خلالها احترام وجهات النظر المختلفة ورفع مستوى الثقة في المجتمع واستخدام الحجج المنطقية عبر أسلوب حوار راق يحترم التنوع ويتعاطف مع تجارب الآخرين مما يساهم في بناء المواطنة الحقيقية.

الاستفادة من وسائل المعرفة المتعددة والمتاحة اليوم عبر شبكة الإنترنت يمكن أن تجعل الأبناء يقضون إجازة مفيدة كما يمكن أن تساهم في تطوير مهارات الحياة لدى الأبناء وإثراء فكرهم بالعديد من العلوم والمعرفة والتي قد لا يجدونها في المناهج الدراسية.