author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج
تاريخنا زاخر بالأدب الساخر !
يَعتَقد البَعض أَنَّ العَربَ أَجلافٌ، خَرّجتهم الصَّحَاري والقفَار، لذَلك لَا يُحسِنُونَ النُّكتَة، ولَا يَعرفون للأَدَب السَّاخِر بَابًا أَو مَحطَّة، ولَكن هَذا القَول إذَا مَرَّرنَاه عَلَى نَار الوَاقِع والوَقَائِع؛ سيَذوب ويَتلَاشى، مِثلما يَذوب السَّرَاب في الصَّحَاري..!تَعالوا بِنَا نَأخذ «جَردَة» للكُتب؛ التي كَتَبَهَا العَرَب في الأَدب السَّاخِر، والنُّكَت...
خارطة الفيلسوف «بيكون».. لمَن يتدبَّرون
مَع زَحمة الحيَاة، تَغيب عَن الإنسَان بَعض الأفكَار البَسيطَة، التي قَد تَكون أَمَامه، ولَكن مَع دَوَّامة الأمُور المَعيشيَّة، يَنسَى أَنْ يَنتَبه إليهَا أَو يَفطن لَهَا.. إنَّها أَشيَاءٌ صَغيرةٌ، ولَكن ثَمرَاتها كَبيرة، وهي أَفكَارٌ قَليلةٌ، ولَكن مَعَانيها جَليلَة..!خُذ مَثلاً، هَذه الأفكَار التي بَسَّطها الفَيلسوف «فرانسيس بيكون»، وهو...
من يغضُّ العيون عن الفُحش والجنون؟!
ارتَبَطَت مُفْرَدة «الفُحش» بارتفَاع الأسعَار؛ في أَغلب صِيَغ المُبَالغة، حَيثُ اعتَادت الأُذن والعَين سَماع وقِرَاءة عِبَارة: «الغَلَاء الفَاحِش»؛ حِين يَرِد ذِكر مَواسم البَيع والشِّرَاء في التَّحقيقَات، والأخبَار والمَقَالَات..!وكَم تَمنَّيتُ أَنْ أَرَى رِجَال الحِسبَة؛ وهُم يَتصدُّون لفُحش الأسعَار، لأنَّ الفَواحِش أخطَر عَلى المُجتمعَات مِن المُنكر، وتَتصدَّر الأَولويّات،...
الاعتراف بالأخطاء من شيم النبلاء
عُرِفَ عَن الرَّئيس الأَمريكي الأَسبَق «روزفلت» أَدَب الاعترَاف بأخطَائهِ، والاعترَاف بقُدراتهِ، والاعترَاف حَتَّى بحَمَاقَاتهِ.. ومِن اعترَافَاته أنَّه قَال ذَات صَرَاحة: (لَو أَستَطيعُ أَنْ أَكونَ عَلى صَوابٍ، ثَلاثة أربَاع الوَقت، لبَلغتُ حَدَّ الكَمَالِ)..!دَعونَا نَنطَلَق مِن هَذا التَّصريح، إلَى الاعترَاف بأخطَائنا، فطَالما هَذا رَئيس أَكبَر دَولة في العَالَم،...
القاعدةُ الذهبيَّةُ للمرونةِ الذهنيَّةِ!
يَفْتَخَرُ العَربيُّ بأنَّهُ دَائِمُ الثَّبَاتِ في مَسيرتِهِ، لَا يَتَزَحْزَحُ ولَا يَتحرَّكُ، لدَرجةِ أَنَّ بَعضَ العَربِ يَفتَخرُ بأنَّهُ يُشبهُ عَامودَ الكَهربَاءِ، الذي مَهْمَا دَارتِ الدُّنيَا وتَغيَّرتْ، فهُو ثَابِتٌ في مَكانِهِ لَا يَتحرَّكُ..!لَنْ أَتفلسفَ كَثيرًا في مَوضوعِ التَّغيُّرِ والثَّبَاتِ، ولَكنْ هُنَاكَ أمُورٌ يُستَحسنُ الثَّبَاتُ عِندَها، وتُحمدُ فِيهَا الأصَالَةُ،...
الإشارة بالسبّابة إلى طقوس الكتابة!
أَصبَحَت الكِتَابة أَهَم عُنصر مِن عَنَاصِر التَّواصُل، نَظرًا لدخُولِهَا في وسَائل التَّواصُل الاجتمَاعي، مِن «فيسبوك وتويتر، وواتس آب ونحوه».. ولأنَّ مُفردة الكِتَابة بَدَأَت بالتَّصاعُد، فدَعونا نَطلُّ بَين فَترةٍ وأُخرَى عَلى عَادَات الكُتَّاب وطَرائِقهم في الكِتَابَة..!وإذَا أَردنَا أَنْ نَبدَأ، فلَيس أَمَامنا إلَّا عِملَاق الكِتَابة العَربيَّة، وأَعنِي بِهِ...
من نواصي أبي سفيان العاصي - 45
النَّواصِي مِن الأشيَاء التي تَبحَثُ عَنهَا فِئاتٌ مِن النَّاس، وإذَا تَأخَّرتْ لَاحقتنِي الأسئِلَة تَسألُ عَنهَا، وإذَا غَابت نَبَتَت الاستفهَامَات عَلى الأفوَاه، وكَأنَّ النَّواصي أَصبَحت الزَّاد الشَّهري؛ الذي يَنتظره أصحَاب الدَّخل غَير المَحدود مِن المَعرِفَة، لِذَا لَا مَنَاص مِن أَنْ أَنقِلُ إليهِم آخَر النَّواصي، التي جَاد بِهَا...
الموعد الثاني مع علي العلياني !
عَلَاقتي بالعَدوِّ الصَّديق، والصَّديقِ العَدوّ «علي العلياني» ذَاتَ بُعْدين، بُعدٌ شَخصي، وهو المَوعد الأوّل، وبُعدٌ مِهني، وهو المَوعد الثَّاني، أمَّا الأوّل، فهَو «عَلي» الأَخ والصَّديق، الذي أَعرفه مُنذُ عَشرَات السِّنين، ومِن حُسن المُصَادَفَة أنَّه هو ومَولَانا «أبوالحكم»، هُمَا آخر اثنَين ودَّعَاني عِندَما أَردتُ السَّفر لدِرَاسة الدُّكتورَاة...
تعريف السجناء عند الفطناء!
السّجُونُ حَول العَالَم أَنوَاعٌ، مِنهَا أَنْ تُسْجَنَ دَاخل غُرفَة، أَو فِي عَنبرٍ، أَو فِي زنزَانَةٍ مُنفردَةٍ، وهَذا سِجنٌ مَحسُوسٌ، مَعروفٌ لِلكافَّةِ، وقَد يَدخله الإنسَانُ بسَبَب جَريمةٍ، أَو دَيْنٍ، وقَد يَدخله مَظلومًا، ولذَلك قَال إخوَاننا المِصريُّون في أَمثَالهم: «يَا مَا فِي السِّجنِ مَظالِيم»..!فِي هَذه الكِتَابةِ، لَستُ بصَدَد...
من الإحسان.. تطبيع العلاقة مع الحيوان
العَلَاقَةُ بَين الإنسَان والحيوَان هي عَلَاقة امتزَاجٍ وتَواصُل، وتَعايُشٍ وتَبادُل، ويَجب أَنْ يَسود الصُّلح بَينهما مِن أَجْل المَصير المُشتَرَك..!إنَّ مِن أَبسَط صوَر العَلَاقة بَين الإنسَان والحيوَان؛ أنَّك تَجد كَثيرًا مِن البَشَر يَستعيرون أسمَاءهم مِن الحيوَانَات، مِثل المَهَا، وأُسَامة، والأَسَد، وغَيرهَا، وأكثَر النَّاس تَصَالُحًا مَع الحيوَانَات؛ هُم...
 أحمد عبدالرحمن العرفج