author

Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج
الكلام الأدبي عن مؤسسة الفكر العربي
سَعدتُ هَذا الأسبُوع بحضُور فَعَاليات مُؤسَّسة الفِكر العَربي، التي كَانت القَاهِرة مَسرحًا لأنشِطتهَا، وحِين رَأيتُ الوجُوه في المُلتقَى، تَذكَّرتُ فَورًا أبيَاتًا شِعريّة تَقول:بِلَادُ العُربِ أَوطَانِي، مِن الشَّامِ لبغدَانِومِن نَجدٍ إلَى يَمَنٍ، إلَى مِصرٍ فتطوَانِفَلَا حَدٌّ يُبَاعِدُنَا، ولا دَينٌ يُفرِّقنَا..لِسَان الضَّادِ يَجمعُنَا، بغَسانٍ وعَدنَانِلَنَا مَدنيّةٌ سَلَفَت، سنُحييها...
تبرير التأجيل بعبارة «حسب التساهيل»
مَن يُتابع تَعاملات النَّاس، أو لِنَقُل أعذَارهم وحِيَلهم، يَجد أنَّهم يَحتمون بالنّصوص الشَّرعيّة، ويَستخدمونها في غَير مَواضعها، حتَّى يُنزِّهوا أَنفسهم عَن الخَطأ، ويُبعدوهَا عَن مَنَاطِق العِتَاب واللَّوم..!أَعرف أنَّ هَذا الكَلام قَد يَكون غَامضاً للبَعض، لذَلك لَابدّ مِن الاستِشْهَاد بمِثَالٍ أو أَكثَر، حتَّى يَنكشف الخَطأ، ويَتّضح الصَّواب،...
حتى الزُّهّاد لم يسلموا من الحُسّاد
كُلّنَا نَبحَث عَن الإبدَاع، ونُهيّئ لَه الأسبَاب -قَدْر المُستَطَاع-، ولَكنَّنا في زَحمة هَذا الانشِغَال؛ نَنسَى أنَّ مُعوّقات وحَواجِز التَّألُّق؛ قَد تَكون بدَاخلنا، قَبل أنْ تَكون في العَوامِل الخَارجيّة. وقَد كَتبتُ كِتَابة سَابِقَة حَول الحِقد، كعَائِق ومُعوِّق -عَلى اختلَاف النَّحويّين- للفَلَاح والصَّلَاح والنَّجَاح، واليَوم سأكتُب عَن مُثبّط...
فك الحصار عن القصص القصار
لَم أَعُد أُحقِّر صَغيرًا ولَا قَصيرًا، حَيثُ أَصْبَحَت القصَصُ القَصيرةُ فَضَاءَاتٍ كَبيرةً، تَتّسعُ مُفرداتُها القَليلةُ لَما تَضيقُ بِه المُعلَّقَاتُ، والمَقَالاتُ والتَّحليلاتُ.. وغَيرها مِن المُطوَّلاتِ.. فلِمَاذا «أُطوِّل السَّالفة وهي قَصيرة»؟ تَأمَّلوا وتَجمَّلوا:* سَألني صَديقي: لِمَاذا لَا تُمارس الغيبَة والنَّميمَة؟ قُلت: لأنَّ وَقتي مُهمٌّ، ولَا أُريد أنْ أَجعله...
وسوسة المفاهيم كالشيطان الرجيم
تُمَارس المُصطلحات والمَفاهيم دور العَميل المُزدَوج، الذي يُقدِّم خَدَمَاته لكُلِّ الأطرَاف، التي تَكنُّ العَدَاء لبَعضها، ولَا يَهمّه مَن هو صَاحب الحَق في أي نِزَاع، فتَتشكّل المُصطلَحَات والمَفاهيم بطَريقة زِئبقيّة، وتَتلوّن كالحربَاء حَسب الطَّلَب..!مَثلاً، حِين تَندلع الحَرْب بَين دَولتين، تُصبح جميع مَبادئ وَثيقة أسرَى الحَرب -التي وقّعتا...
إعادة النظر في مفهوم السفر
السّعوديّون شَعبٌ مِسْفَار، يُحبّ السَّفَر، وأحيَاناً يُحبّ الهرُوب، إمَّا مِن المُنَاسبات الاجتَماعيّة الرَّسميّة، أو مِن الحَرِّ، أو بسَبَب عَامِل آَخَر لَه عَلَاقة بالمُسَافر نَفسه، مِثل العِلاج، أو التَّرفيه، أو الونَاسَة..!إنَّ السَّفَرَ ظَاهرةٌ حَضَاريّة، عُرفت مُنذ قَديم الزَّمن، وقَد بَاركها القُرآن، حَيثُ قَال الله -عَزّ وجَلّ-: (قُلْ...
الأصل.. في التصالح مع الطفل
تَقول خَبيرة التَّنمية البَشريّة البَاحثة «لويز هاي»؛ في كِتَابها «القوّة في دَاخلك»: (إذَا صَعُبَ عَليكَ التَّقرُّب مِن الآخرين، فهَذا يَعني أنَّك تَفقد الاتّصال مَع الطّفل في دَاخلك. سَاعده، فهو مُهمٌّ ومُتألِّم)..!بَعد هذا أَقول: دَعونا نَتأمّل قَولها، لَعلَّ فِيهِ شَيئاً مِن الصَّوَاب والجوَاب، لأنَّ أكثَرنا - مَع...
تخفيف الاهتياج في عاصفة الزواج
الزواج يُشبه حَلبة المُلاكمة، تَطول فِيهِ وتَقصر الجَولات، حَسَب إصرار وصمود كل خصم، لَكن أحيَانًا يَتلقى أحدهما ضَربة قاضية مِن الآخَر، ليَسقط مُغشيًا عَليه، تَمَامًا كَمَا حَدَث لصَاحبي، الذي أهدَى لزَوجته وَردة بمُنَاسبة ذِكرَى زَواجهما، فرَفضتها قَائِلة: (لا أحتَاج الوَرد؛ فهو مَوجود في الحَدَائِق العَامَّة، بَل...
ترطيب الأكباد بالترفع عن الأحقاد
حَتى يَتطوَّر الإنسَان ويَتفرّغ للإبدَاع، ويَتمكَّن مِن مَفَاصِل العَمَل المُتقَن، عَليه أنْ يُطهِّر نَفسه مِن مُعوِّقَات العَمَل، ويَتجَاوز حوَاجِز الإتقَان والإبدَاع، وأَعنِي بذَلك مَجموعة الرَّذائِل البَشريّة؛ التي تَصرف الإنسَان عَن عَالَم التألق والإثمَار، مِثل الحِقد والحَسَد، والكُرْه والنَّميمَة، والغيبَة وغَيرها، وسأتناول في كُلِّ مَرَّة ظَاهرة مِن...
الوصايا في تبادل الهدايا..!
تَبادُل الهَدَايَا عَالَم جَميل، يُقرِّب القلُوب، ويُحبّب النَّاس في بَعضهم البَعض، وقَد اختَصر الأثَر النَّبوي هَذا الأَمر حِين قَال: (تَهادُوا تَحابّوا).. ولَكن عُلمَاء وخُبرَاء الهَدَايَا دَار بَينهم جَدلٌ كَبيرٌ؛ حَول ثَمن الهديّة وقِيمَتها، وهَل يَدلُّ ارتفَاع ثَمنها عَلَى ارتفَاع مَكانة مَن تُهدَى إليهِ؟، أَمْ أَنَّ الإهدَاء...
 أحمد عبدالرحمن العرفج